عراك بالأيدي بين الشرطة ومتظاهرين في القاهرة

تعارك نشطاء وجنود من قوات مكافحة الشغب بالأيدي اليوم الثلاثاء في مظاهرة مناوئة للحكومة بالقاهرة وقبضت الشرطة على متظاهر واحد على الأقل بعد مطاردة في الشارع.

ونظمت المظاهرة الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة في بداية ما قالت إنه موسم مظاهرات جديد مع اقتراب انتخابات تشريعية ورئاسية في البلاد.

وستجرى انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى في يونيو/حزيران المقبل على الأرجح بينما ستجرى انتخابات مجلس الشعب أواخر العام وانتخابات الرئاسة العام القادم.

وتطالب كفاية وجماعات المعارضة الأخرى بتعديلات في الدستور والقوانين لرفع قيود على ترشح المستقلين لمنصب رئيس الدولة وضمان نزاهة عمليات الاقتراع وفرز الأصوات التي تقول منظمات لمراقبة حقوق الإنسان إن مخالفات كثيرة تشوبها.

وردد المتظاهرون الذين بلغ عددهم نحو 200 هتافات تقول "يلا (هيا) نغير في الدستور لأجل بلادنا تشوف النور"، و"يسقط يسقط حسني مبارك".

وتطالب جماعات وأحزاب المعارضة بأن تشمل التعديلات الدستورية النص على فترتين اثنتين فقط للرئاسة، والحد من سلطات الرئيس لمصلحة حكومة منتخبة تخضع للمساءلة أمام البرلمان.

وهتف أحد المتظاهرين، وتبعه الباقون مطالبين بمحاكمة مبارك ورجال الحكم الآخرين.

ورفعوا لافتات تحمل كلمة "كفاية"، وكتبت على لافتة عبارة تقول "2010 سنة المواجهة هل أنت مستعد" كما رفعوا علم مصر، وقد كتبوا عليه عبارتين هما "لا للطوارىء" و"دستور جديد".

وحالة الطواريء التي تجيز اعتقال الأشخاص لفترات طويلة دون محاكمة سارية منذ اغتيال الرئيس أنور السادات برصاص متشددين إسلاميين وانتخاب مبارك لأول مرة في العام 1981.

وحاول المتظاهرون أكثر من مرة دفع الجنود الذين حاصروهم على الرصيف لينزلوا إلى الشارع مما تسبب في العراك بالأيدي بين الجانبين.

وخلال المظاهرة خطف متظاهرون خوذات أكثر من جندي، وألقوها نحو الجنود كما خطفوا قبعة أكثر من ضابط وجندي وألقوها في الهواء مما تسبب في عراك بين جنود ومتظاهرين انتهى بملاحقة متظاهر، وسحبه على الأرض، وتمزق ملابسه، وإلقاء القبض عليه.

وبصق المعارض البارز أيمن نور الذي شارك في المظاهرة نحو عدد من الجنود والضباط.

وقال لرويترز "خطفوا ابني (خلال المظاهرة) ورجعناه".

وخاض نور وهو محام شاب انتخابات الرئاسة في العام 2005، وجاء تالياً لمبارك بفارق كبير من الأصوات، وسجن في العام نفسه لإدانته بتزوير أوراق تأسيس حزب الغد الذي يتزعم جناحا منه حالياً لكنه قال إن القضية ملفقة لإبعاده عن العمل السياسي.

وتقول الحكومة، إن القضية جنائية.

وتشكلت كفاية في العام 2004 رافعة شعار "لا للتمديد (لمبارك لفترة خامسة) لا للتوريث (للحكم لابنه السياسي البارز جمال)".

وتحت وطأة ضربات أمنية توقفت مظاهرات كفاية قبل نحو عامين.

وقال المنسق العام للحركة عبد الحليم قنديل اليوم الثلاثاء، إن المظاهرة "عودة إلى ربيع كفاية".

وأضاف المنسق العام للحركة، إن عنوان مظاهرة اليوم الثلاثاء هو "الشارع لنا". وتابع أنها "رد على التفزيع الأمني".

وقال المنسق العام للحركة، إن مظاهرات الحركة ستتكرر وستكون تأكيداً "لحقوق أكتسبها الناس بتضحيات ألوف المواطنين الذين ضربوا أو اعتقلوا (لفترات من الوقت)".

ومنذ ظهور كفاية التي ضمت نشطاء من مختلف الجماعات والأحزاب السياسية اتسمت مظاهراتها برفع لافتات، وترديد شعارات مهينة للمسؤولين.

وعلق ضابط في قوات مكافحة الشغب اليوم الثلاثاء قائلاً، "هل هذه مظاهرة في رأيك".

ويقول المتظاهرون إن البطالة وانخفاض مستوى معيشة الملايين تبرر شعاراتهم وهتافاتهم التي تتهم مسؤولين بسرقة المال العام وخدمة مصالح الولايات المتحدة.

وترتبط الولايات المتحدة بعلاقة تحالف وثيق مع القاهرة.

وخلال المظاهرة التي استمرت نحو ثلاث ساعات احتشد على الرصيف المقابل ما يقرب من ألف من المارة لكن الشرطة كانت طول الوقت تطالب الواقفين بالانصراف بينما يأتي غيرهم ممن يتابعون ما يحدث.

وشارك في المظاهرة نشطاء من حركة شباب ستة أبريل التي فرقت الشرطة مظاهرة لها في القاهرة يوم الثلاثاء الماضي.