انسحاب مفاجىء لكونوكو الأمريكية من مشروع مصفاة ينبع بالسعودية

قالت شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السعودية أمس الأربعاء إنها تدرس سبل المضي قدماً في مشروعها لبناء مصفاة تكرير في ينبع بعد انسحاب شركة كونوكو فيليبس ثالث أكبر شركة نفط أمريكية من المشروع المشترك.

وبدت الشركة السعودية غير مهتمة كثيراً لانسحاب كونوكو فيليبس من مشروع مصفاة لتكرير 400 ألف برميل يومياً من الزيت الخام العربي الثقيل كان من المقرر إنشاؤها في ينبع لأسباب قالت عنها الشركة الأمريكية، إنها تتعلق بإستراتيجيتها الحالية لتقليص أنشطتها في مجال التكرير.

وقالت كونوكو فيليبس في بيان أصدرته أمس الأربعاء، "قررنا في نهاية الأمر أن هذا المشروع لا ينسجم مع إستراتيجيتنا الحالية لتقليص حضورنا في قطاع التكرير".

وعلقت أرامكو على الخبر بقولها إنها مع أسفها لانسحاب كونوكو فيليبس من المشروع، فإنها تدرس الخيارات المتاحة لمواصلة تنفيذ مشروع مصفاة ينبع والارتقاء بربحيته إلى مستويات أعلى.

وقال النائب الأول لرئيس أرامكو لشؤون التكرير والتسويق خالد البوعينين في بيان، إن من المتوقع أن يحقق المشروع عوائد قوية.

ويعد مشروع مصفاة ينبع مع كونوكو ثاني مشروع لأرامكو معلق مع شركة أمريكية حيث مازالت الأمور غير واضحة حول مشروعها لبناء مجمع تكرير وبتروكيماويات مع شركة داو كيميكال الأمريكية التي كان من المفترض أن يقام في رأس تنورة إلا أن موقعه لم يتحدد إلى الآن.

وأثار قرار كونوكو فيليبس المفاجىء بالانسحاب غضب البنوك التي تعمل على تمويل المشروع وقال مصدر في أحد تلك البنوك لصحيفة "الوطن" السعودية، "ما حدث كان خطأ كبيراً من ناحية كونوكو فيلبيس. لقد مضى فترة والكل يعمل على المشروع والآن استيقظت الشركة الأمريكية ورأت أن المشروع لا يناسبها".

ووفقاً للصحيفة السعودية نفسها، وفي تصريحات مماثلة، قال "جون إسفاكياناكيس" كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي أحد البنوك التي تعمل على تمويل المشروع، "هناك شركات كثيرة كبرى خرجت من مشاريع في المملكة بطريقة غير مناسبة ولم تعد حتى يومنا هذا لأن الثقة فيها أصبحت مفقودة وهذا الأمر على وشك الحدوث مع كونوكو التي كانت أمامها طرق أفضل للخروج من المشروع من الطريقة التي خرجت بها".

وأضاف إسفاكياناكيس: "لم يتضرر من القرار حتى الآن سوى كونوكو لأن كل البنوك تثق بأرامكو ومستعدة لمواصلة تمويل المشروع ولكن السؤال المهم هو هل ترغب أرامكو في مواصلة المشروع مع شركاء أم ترغب القيام بها لوحدها؟".

وأكد إسفاكياناكيس أن أرامكو قادرة على القيام بهذا المشروع لوحدها نظراً لقدرتها المالية ولجاذبية المشروع من ناحية تشغيلية. ولا تعاني أرامكو من أي معوقات مالية للقيام بالمشروع حيث أعلنت الشركة على لسان رئيسها التنفيذي المهندس خالد الفالح أن استثماراتها الرأسمالية الحالية والمستقبلية في المشاريع المشتركة لأعمال التكرير والتسويق للسنوات الخمس القادمة بلغت 80 مليار دولار.

وتعاني كونوكو فيليبس حالها حال العديد من شركات النفط من تآكل في الأرباح بسبب الأزمة المالية العام الماضي وما خلفته من انخفاض في الطلب على المنتجات النفطية. وقالت الشركة الأمريكية الشهر الماضي إنها ستبيع نصف حصتها في شركة "لوك أويل" الروسية خلال العامين المقبلين بهدف تمويل برنامج بقيمة 5 مليارات دولار لشراء أسهمها.

وباعت كونوكو الأسبوع الماضي حصتها في مشروع رمال النفط الكندية إلى سينوبك الصينية مقابل 4.65 مليارات دولار، وذلك في إطار برنامج لبيع أصول بعشرة مليارات دولار بهدف تخفيف عبء الديون عليها.

وقال مصدر في أرامكو لصحيفة "الوطن" السعودية، "كنا نسمع كثيراً عن وجود تباين في وجهات النظر بين الشركتين وهذا الأمر يتعلق بإستراتيجية كونوكو فيليبس". مضيفاً "لقد مضى العمل بسرعة كبيرة في مصفاتنا مع توتال الفرنسية نظراً لتقارب وجهات النظر ومضى العمل بسرعة كبيرة مع سمويتومو كيميكال اليابانية رغم الاختلاف الكبير في آلية اتخاذ القرارات وأساليب الإدارة ولكن العمل لم يمض كما يجب مع كونوكو فيليبس".

وقال البوعينين في بيان أمس، "إن مصفاة التصدير في ينبع هي مصفاة تحويل كامل مصممة لمعالجة الزيت الخام العربي الثقيل، وستنتج منتجات مكررة عالية الجودة ذات محتوى كبريتي منخفض للغاية، منها نحو 265 ألف برميل يومياً من الديزل و90 ألف برميل يومياً من البنزين، علماً بأن هذه المنتجات ستكون مستوفية لأعلى المواصفات العالمية ويمكن تسويقها عالمياً في الأسواق التي تحقق أعلى الأرباح".

وتعد المملكة العربية السعودية أكبر منتج للخام في منظمة أوبك، وكان وزير البترول السعودي علي النعيمي قال في مارس/آذار، إن الإنتاج يبلغ نحو 8 ملايين إلى 8.1 مليون برميل يومياً.

وتجاوزت أسعار النفط نطاق السبعين إلى الثمانين دولاراً الذي تعتبره السعودية عادلاً لكل من المستهلكين والمنتجين لكن أكبر منتج في أوبك يبقي معروض الخام مستقراً.