"مريم" و"ناجي العلي" سفينتان تستعدان للإبحار إلى غزة

على رغم التحذيرات الإسرائيلية تستعد سفينتا مساعدات إنسانية في لبنان للتوجه بحراً نحو قطاع غزة المحاصر مما يزيد من أجواء التوتر بين إسرائيل ولبنان الذي ترى حكومته ضرورة رفع الحصار عن غزة.

ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، تحمل إحدى السفينتين اسم مريم العذراء والدة السيد المسيح، وستقل نساء ينشطن في مجالات عدة، من بينها المحاماة والفن والإعلام، فيما تحمل الثانية اسم رسام الكاريكاتير العالمي الفلسطيني ناجي العلي الذي تمت تصفيته في لندن العام 1987، وتشير أغلب التقارير إلى تورط إسرائيل باغتياله.

وفي محاولة لرصد استعدادات ناشطات سفينة مريم، قصد مراسل بي.بي.سي أحد فنادق العاصمة اللبنانية بيروت، حيث لجنة تنسيق سفينة مريم التي تمويلها حركة "فلسطين حرة" برئاسة رجل الأعمال الفلسطيني ياسر قلق المقيم في سورية.

مي صارت مريم

ويشهد الفندق اكتظاظاً، فيما اكتمل نصاب الناشطات اللواتي ستحملهن سفينة مريم في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وهي تحمل مساعدات إنسانية كما تقول المشاركات في الرحلة، ومن بينهن الفنانة اللبناني مي حريري.

ويعاني أهالي غزة الذين يعتمد السواد الأعظم منهم على معونات الأمم المتحدة من نقص المياه والأدوية في القطاع الذي حاصرته إسرائيل بعد أن سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العام 2007.

وقالت مي حريري لبي.بي.سي، إن "هدفنا واضح ويعرفه العالم أجمع، وهو المساهمة في إنقاذ الأطفال والنساء والشعب الذي يعاني الحصار في غزة... صار اسمي هنا مريم وليس مي حريري".

وتنتمي تلك النساء إلى جنسيات مختلفة لبنانية وعربية وأوروبية وأمريكية القاسم المشترك بينهم هو الإبحار نحو غزة على متن السفينة مريم.

أمريكية من أصل عربي: "طفلي ليس أغلى من أطفال غزة"

والملفت أن من بين الناشطات لبنانية أمريكية حامل تدعى سيرين سحام.

ويقول مراسل بي.بي.سي، "سألناها عن وضع الجنين، فردت بأن طبيبها أفادها بأن لا خطر عليه إذا ما سافرت بحراً، لكنها استدركت قائلة وهي تشير إلى بطنها "ليس أغلى من أطفال غزة، إنهم محاصرون وبحاجة إلى الغذاء والدواء، وينبغي للعالم بأسره أن يخجل من الوضع المزري الذي يعيش فيه أطفال غزة، ويهب لنجدتهم".

سبعينية سورية تعتزم الصعود على متن السفينة مريم

إلى جوار سيرين جلست جدة سبعينية، وقد غطى رأسها منديل أبيض. سألناها عن نفسها، فردت مبتسمة "أنا زينة وسوف من مدينة طرطوس السورية، أنا أم لـ14 ابناً وابنة، وكنت أتمنى لو استطيع دخول غزة وولادة أحد أطفالي فيها".

وترافق زينة في رحلتها زوجة ابنها وأختها، وهما تشاركانها ذات الرؤى بضرورة المساهمة في رفع الحصار عن غزة".

واللافت هو أن الحجاب يكاد يكون نادراً بين المشاركات اللواتي بدين مواكبات للموضة بمجملهن، وهو ما فسرته بعضهن على أنه دليل على عدم علاقة حزب الله بالسفينة، على عكس ما أشاعت إسرائيل.

ووفقاً لبي.بي.سي، تقول إيمان سعد وهي ناشطة مصرية، إن "الادعاء الإسرائيلي بوقوف حزب الله خلف مهمة سفينة مريم هو ادعاء باطل، فمن بيننا المسلمات والمسيحيات والعلمانيات، ولو كان حزب الله من يدير هذه الحملة، لما كان هذا التنوع".

وترى إيمان أن أمام سفينة مريم ثلاث احتمالات "إما الشهادة أو الأسر أو النصر. لكنني أرجح النصر وسننجح في إيصال المساعدات التي نحملها إلى أطفال ونساء غزة".

أما الناشطة اللبنانية سيلفيا عامون، القادمة من مدينة مقدوشة شرقي صيدا، فتقول، "أقمنا قبل أيام في كنيستنا صلاة مريم. يحج المسيحيون إلى بيت لحم فيما يحج المسلمون إلى مكة، لكننا في سفينة مريم سنحج إلى غزة حاملين معنا أدوية لعلاج سرطاني الرحم والثدي للنساء، وأطعمة وأغذية وأدوية للأطفال المحاصرين".

استعدادات

تضيف بي.بي.سي، بما أن نساء سفينة مريم يدركن مخاطر الرحلة، تلقين تدريبات على الإسعافات الأولية على أيدي فريق من الصليب الأحمر اللبناني. لكنهن تعهدن بعدم الخوض في أي عراك أو مواجهة مع الجيش الإسرائيلي في حال قرر اقتحام السفينة، كما حصل مع سفينة مرمرة التركية ضمن قافلة أسطول الحرية الشهر الماضي.

وفي 31 مايو/أيار، قتل الجيش الإسرائيلي تسعة نشطاء عندما فتحت قوات كوماندوس إسرائيلية النار باتجاه نشطاء على متن السفينة التركية "مافي مرمرة" ضمن أسطول مكون من ست سفن متجهة إلى غزة.

ومع استكمال الاستعدادات للانطلاق، تقول منسقة الرحلة سمر الحاج إن "السفينة تنتظر أذن السلطات اللبنانية للإبحار، ولا نتوقع من هذه الحكومة إلا الموافقة والوقوف إلى جانب مريم".

ولفتت سمر إلى أنه نظراً لعدم سماح القانون اللبناني بتوجه السفن إلى غزة مباشرة من بيروت، أبلغتنا مصادر لجنة التنسيق بأن السفينة ستقصد أولاً دولة مجاورة قد تكون قبرص، وستسمح بالكشف عن حمولتها لجهات دولية قبل التوجه نحو شواطىء غزة".

والجدير ذكره أن هذه السفينة التي أثارت زوابع سياسية بين لبنان وإسرائيل حتى قبل انطلاقتها، ليس معلوماً كيف ستكون عليه الحال بعد انطلاقها. فالحكومة اللبنانية ترفض الموقف الإسرائيلي الذي يحملها مسؤولية ما قد تتعرض له سفينة مريم، وكذلك سفينة اسم ناجي العلي التي تضم عدداً كبيراً من الإعلاميين.