تجهيز إسرائيليات للتصدي لسفينة النساء "مريم" المبحرة إلى غزة

أفادت تقارير إعلامية بأن إسرائيل تستنفر كافة أذرعها للشروع في محاولة حشد مجندات متطوعات للتصدي لسفينة النساء اللبنانية التي ستبحر لكسر الحصار عن قطاع غزة.

وتعتزم سفينة لبنانية تحمل اسم مريم العذراء والدة السيد المسيح تحمل نساء من عدة جنسيات عربية وغربية الإبحار باتجاه غزة، وعلى ظهرها مساعدات إنسانية.

وذكرت صحيفة "عكاظ" اليوم الثلاثاء، أنه بحسب التلفاز الإسرائيلي الذي أورد الخبر ضمن نشرته الإخبارية أمس الإثنين، كشف المراسل العسكري عن أن سلاح البحرية سيشارك أيضاً بوحدة "شيطت 13" في مهمة السيطرة على سفينة النساء إذا فشلت مجندات من إحدى وحدات الحماية التابعة لسلاح البحرية في لجم تقدم السفينة.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر أمنية قولها، إن حزب الله يقف وراء تنظيم رحلات السفن من لبنان، تحت غطاء منظمات إنسانية، مشيرة إلى أن سلاح البحرية استخلص العبر من عملية السيطرة على قافلة السفن السابقة.

وفي 31 مايو/أيار، قتل الجيش الإسرائيلي تسعة نشطاء عندما فتحت قوات كوماندوس إسرائيلية النار باتجاه نشطاء على متن السفينة التركية "مافي مرمرة" ضمن أسطول مكون من ست سفن متجهة إلى غزة.

ووفقاً لبي.بي.سي، تساءلت إيمان سعد وهي ناشطة مصرية مدافعة عن الفلسطينيين، قائلة إن "الادعاء الإسرائيلي بوقوف حزب الله خلف مهمة سفينة مريم هو ادعاء باطل، فمن بيننا المسلمات والمسيحيات والعلمانيات، ولو كان حزب الله من يدير هذه الحملة، لما كان هذا التنوع".

وأكد وزير العلوم الإسرائيلي دانيل هيرشكوفيتز عدم السماح لأي سفينة بالوصول إلى سواحل غزة، مشيراً إلى أن كل ذلك لا بد من إيقافه.

وكانت البحرية الإسرائيلية أنهت يوم الأحد الماضي تدريبات عسكرية للتصدي للسفن التي تنوى الانطلاق من لبنان وإيران قريباً في اتجاه قطاع غزة، وذلك بعدما أبلغت تل أبيب الأمم المتحدة بأنها تحتفظ لنفسها بحق استخدام جميع الوسائل اللازمة لوقف تلك السفن.

وأعلنت الإذاعة العبرية أن سلاح البحرية استفاد من درس السيطرة على قافلة أسطول الحرية السابقة، إذ أكدت مصادر عسكرية أنه لن يسمح للسفن المنطلقة من لبنان وإيران بأن تقترب من شواطئ غزة. وأضافت أن أجهزة الاستخبارات رفعت حالة التأهب إلى أقصى درجاتها استعداداً لمواجهة السفن اللبنانية.

وزعمت مصادر في جيش الاحتلال أنه على الرغم من نفي "حزب الله" وقوفه خلف هذه السفن، إلا أن إسرائيل على يقين من أن الحزب عمد إلى تنظيمها تحت غطاء منظمات نسائية.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن السيطرة على السفن الإيرانية واللبنانية ستكون أسهل من سابقتها التركية، خاصة وأنها سفن مبحرة من دول تعد معادية، مشددة أن التعامل معها سيكون حازماً وقاسياً.

وعلى صعيد آخر، يستدل من التحقيق الذي أجرته وحدة الكوماندوز البحري الإسرائيلي في عملية السيطرة على السفينة التركية، أنه كانت هناك عيوب خلال الاستعدادات التي أجريت تمهيدا لتنفيذ هذه العملية، وخاصة في مجال الاستخبارات، كما تشير نتائج التحقيق إلى بعض النواقص في أسلوب تنفيذ العملية نفسها.

ومن المقرر أيضاً انطلاق سفينة معونات ثانية تحمل اسم الفلسطيني "ناجي العلي" رسام الكاريكاتير العالمي الذي تمت تصفيته في لندن العام 1987، وتشير أغلب التقارير إلى تورط إسرائيل باغتياله.

ومع استكمال الاستعدادات للانطلاق، تقول سمر الحاج منسقة رحلة السفينة "مريم"، إن "السفينة تنتظر أذن السلطات اللبنانية للإبحار، ولا نتوقع من هذه الحكومة إلا الموافقة والوقوف إلى جانب مريم".

ولفتت سمر إلى أنه نظراً لعدم سماح القانون اللبناني بتوجه السفن إلى غزة مباشرة من بيروت، أبلغتنا مصادر لجنة التنسيق بأن السفينة ستقصد أولاً دولة مجاورة قد تكون قبرص، وستسمح بالكشف عن حمولتها لجهات دولية قبل التوجه نحو شواطىء غزة.

ويعاني أهالي غزة الذين يعتمد السواد الأعظم منهم على معونات الأمم المتحدة من نقص المياه والأدوية في القطاع الذي حاصرته إسرائيل بعد أن سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العام 2007.

والجدير ذكره أن سفينة "مريم" التي أثارت زوابع سياسية بين لبنان وإسرائيل حتى قبل انطلاقتها، ليس معلوماً كيف ستكون عليه الحال بعد انطلاقها. فالحكومة اللبنانية ترفض الموقف الإسرائيلي الذي يحملها مسؤولية ما قد تتعرض له سفينة مريم، وكذلك سفينة "ناجي العلي".