إمكانات غير مستغلة في السوق السعودية

غالباً ما يتم التغاضي عن السعودية كموقع جذب بالنسبة لمسوقي منتجات وخدمات السفر على المستويين الإقليمي والدولي، إلا أن إمكاناتها الحقيقية بدأت بالظهور.

فقد كشفت أحدث الإحصاءات عن أن عدد سكان المملكة قدر بأكثر من 28.6 مليون نسمة في يوليو/تموز 2007، وكما تشير موسوعة ويكيبيديا فان سكانها يمتازون "بالنمو السريع وبفئة كبيرة من عنصر الشباب".

وفي الحقيقة يعتقد أن 48% من السكان على أقل تقدير تتراوح أعمارهم بين 16 و24، الأمر الذي يعد بجيل جديد يتميز بأعداد كبيرة من المسافرين.

إذ يملك كل واحد من هؤلاء الزبائن جهاز هاتف نقال واحد في الأقل ووسيلة للدخول إلى شبكة إنترنت وعلى الأرجح أنهم سيحددون لأنفسهم طراز السفر الذي يميلون إلى استخدامه بدلاً من السير على خطى آبائهم بالحجز عن طريق وكالة السفر والدفع نقداً والسفر بواسطة شركة نقل جوي تقدم خدمات كاملة.

والأرجح أنهم سيحجزون عن طريق المواقع الالكترونية ويتسلمون تأكيد الحجز بواسطة رسالة قصيرة على الهاتف النقال ويسافرون على إحدى شركات النقل الجوي المنخفضة التكلفة التي رسخت وجودها في وقت مثالي في السعودية وفي دول الخليج الأخرى ثم ينزلون في فندق يقدم خدمات محدودة لادخار المال وإنفاقه على وسائل التسلية.

فقد فاق الحجز عن طريق شبكة إنترنت كل وسائل الحجز الأخرى إلى حد بعيد في المراحل الأولى من تأسيس شركة سما للنقل الجوي المنخفض التكلفة والتي يقول عنها رئيسها التنفيذي اندرو كوين أنها وضعت حداً للخرافة التي تزعم عدم وجود من يستخدم إنترنت في المملكة.

ويؤيد مدير الرحلات في رويال كاريبيان هذا الرأي بقوله أن هناك زخم كبير على الحجز عن طريق شبكة إنترنت في السعودية ولاسيما إذا ما عرفنا أن النساء اللواتي يكن في الغالب مسؤولات عن الحجز للعطلات العائلية يجدن الحجز عن طريق المواقع الإلكترونية أكثر ملائمة. إذ أن عدم وجود وكالات سفر في السعودية كادرها من النساء فقط إلى حد الآن يجعل من تصفح الشبكة الخيار الأفضل.
وأشارت منظمة الطيران المدني الدولية إلى ارتفاع معدلات السفر الداخلي والدولي خلال الأعوام الأخيرة في المملكة بمرور أكثر من 33 مليون مسافر خلال مطارات السعودية التي يبلغ عددها 27 مطار في عام 2006 وحده.
ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأعداد باستعداد شركات النقل الجوي السعودية المنخفضة التكلفة مثل طيران ناس لبدء خدمات دولية وبتسيير سما رحلات مؤجرة إلى الشارقة وأبو ظبي وعمان ودمشق.
ويعتقد كوين (الرئيس التنفيذي لسما) أنه بمد السوق برحلات تماز بسعة أكبر وأجور ميسورة فان أصحاب الأموال يعملون على إطلاق الطلب المكبوت بإثبات تحقيق شركات النقل الجوي المنخفضة التكلفة نجاحاً منفرداً مع خطوط الطيران الافتراضية والشباب السعودي الذي يملك معرفة بالسفر.
لكن علينا أن لا ننسى القمة العليا للسوق. إذ قال احد وكلاء السفر في جدة لشبكة "أي تي أن" أن أبرز 45 مسافر لديه ينفقون معدل 150000 إلى 200000 دولار سنوياً على عطلة عائلية أمدها أسبوع واحد.

ويرغب مثل هؤلاء الزبائن بمنتجات لائقة ويريدون أفضل الاختيارات المتاحة، لذا جاء قرار وكالة السفر بإعداد قسم للسفر المرفه وتقديم عروض بأجور تتناسب مع الرفاهية المقدمة.

إذن ما الذي ستفعله وكالة السفر الخاصة بك للدخول في هذا السوق المربح في عام 2008 وما بعده؟
الإمكانية متوفرة لذا حان وقت استغلالها.