من جدّ وجد

من خبرته في دراسات تطوير الأعمال في الخارج يروي: “في مملكة المغرب تمنح الحكومة الشركات التي تذهب من هنا لتطوير المشاريع العقارية أراضٍ على الساحل مباشرة وبأسعار رمزية جداً بحيث قد يصل سعر المتر المربع إلى درهم مغربي واحد فقط. وهكذا فمشاريع الدخل المتوسط تنجح هناك لزوال تكلفة الأرض، وتظل تكلفة البناء وبالتالي يربح المطورون مهما كان حجم المشروع”.

بَوْن

تأسست شركة بَوْن القابضة للاستثمار في الإمارات في أغسطس/آب 2007، لمالكها الذي عمل لسنوات في تجارة المواد الغذائية في المملكة السعودية، واستغل عائدات تجارته في شراء وإعادة بيع الأراضي والعقارات، ومع انتعاش أسواق المنطقة العقارية قرر تأسيس شركة للاستثمار والتطوير العقاري.

أما عن اسم الشركة، وانطلاقاً من شعارها “نذهب أبعد مما يعتقده الآخرون حدوداً للممكن”، فكرت الإدارة في اختيار اسم يتعلق بالمسافات، وجاء مصطلح “بَوْن” وهو كلمة عربية أصيلة بمعنى المسافة. يقول باش: “أصبحت كلمة بَوْن مرتبطة بالأرض وبالتسابق وبالريادة والإبداع، مما جعل الاسم يستوعب مهمة ورؤية الشركة”.

كانت هناك قضية هامة تواجه الشركة كونها في طور التأسيس في قطاع متطور نسبياً في الإمارات، ألا وهي الكوادر والموظفين. وكان أمامها للنجاح خياران، إما أن تكون شركة عريقة ولديها خبرات ضاربة أعماقها في السوق، أو أن تستأجر الكوادر ذات الخبرة تماماً كما قالها بيل غيتس عندما سألوه عن سر نجاحه وأجاب: “استأجرت المحترفين”.

وهكذا جمعت شركة بَوْن خبرات من جميع الشركات العريقة حول الدولة، فمدير المبيعات انتقل إليها من شركة معروفة، وكذلك مدير التسويق وموظفي المبيعات جاءوا من شركات ناجحة في السوق.

بعد إيجاد الموظفين أصبحت البداية أسهل بالنسبة لبَوْن، خاصة وأن مالك الشركة كانت لديه قطع أراضٍ في الإمارات مما خفف عبء التفتيش عن أرض مناسبة لأول مشروع. بدأت الشركة بالبحث عن فكرة مشروع عبر دراسات وأبحاث متعمقة، ثم خرجت بفكرة مشروع “الشارقة بارك سنتر” في إمارة الشارقة.

الشارقة بارك سنتر

تقدر التكلفة الإجمالية للمشروع بحوالي 500 مليون درهم (136.1 مليون دولار) شاملة تكلفة الأرض، وهو عبارة عن برج مكون من فندق يشغل 12 طابقاً، و33 طابقاً مخصصة للمكاتب، بالإضافة إلى 3 طوابق تشكل مركز تسوق صغير.

وسيكون “الشارقة بارك سنتر” أول برج في الشارقة تديره ككل شركة إدارة فنادق عالمية وهي شركة “رمادا”، وهكذا فإن الشركات التي ستمتلك المكاتب ستقدم لها جميع خدمات الفندق على مدار الساعة، بحيث حتى لو بقى الشخص في المكتب لوقت متأخر فإن خدمات الطعام والتوصيل والتنظيف وغيرها ستصله في أي وقت يرغب به. وأوضح باش أن هذه الفكرة الجديدة في إدارة البرج وفرت له حوالي 50 ميزة تنافسية على أن يقوم أصحاب المكاتب بتوفير هذه الخدمات لمكاتبهم بشكل فردي.

تم التخطيط لأن تكون الوحدات المكتبية فيه للبيع، ولكن وفقاً لقانون الشارقة فإنه لا يمكن للمطور أن يعلن عن مشروع للبيع إلا بعد أخذ الإذن بذلك، والإذن مرتبط بالحصول على جميع التراخيص كاملة، لذلك يتوقع طرح المشروع بشكل رسمي للبيع في نهاية مارس/آذار القادم.