الموسم المفتوح

لطالما كان دور شركات تطوير وتوزيع حلول برمجيات المصدر المفتوح غائبا في أسواق الشرق الأوسط، ولم تظهر استثمارات الشركات المتخصصة في هذه القطاعات إلا في السنوات القليلة الماضية حين بدأت تعمل على تطوير هذه الأعمال. تشانل تحدثت إلى عدد من الأسماء الرائدة في هذه الأسواق وسألتهم عن الأسباب التي بسببها يجب أن تهتم قنوات التوزيع بأسواق المصدر المفتوح.

ستة مبادرات حكومية فقط من أصل 286 مبادرة للمصدر المفتوح حول العالم تبرز على مستوى الشرق الأوسط، مما يعني أن الفارق كبير إلى حد ما. وهذا ما اعتبره سكوت مكنيلي، رئيس مجلس الإدارة وأحد مؤسسي شركة "صن مايكروسيستمز" مؤشرا غير مبشر في كلمة ألقاها مؤخرا خلال كلمة ألقاها في دبي. وتعتبر "صن" على حد تعبير مكنيلي أكثر شركات التصنيع استفادة من حلول المصدر المفتوح سيما وأنها وضعت شيفرات المصدر لبرامجها بين يدي مجتمع مستخدمي هذه الحلول ومطوريها أكثر من أي شركة أخرى.

وعليه فإنه لا داعي للتساؤل عما إذا كان تبني حلول المصدر المفتوح في أسواق الشرق الأوسط كما هو مطلوب. بل يجدر التساؤل عن المستوى الذي يجب أن يبلغه هذا التبني لهذه الفئة من الحلول؟وماذا يجب على شركات التصنيع العاملة في هذا الميدان وشركائهم في قنوات التوزيع أن يقدموا عليه من أجل دفع هذا الاقبال على تبني هذه الحلول قدما؟ أو على الأقل إبداء رغبة في ذلك؟

ويبدي بعض الذين يراهنون بثقل على نجاح برامج المصدر المفتوح مثل "ريد هات" وشريك التوزيع الرئيسي لديهم في المنطقة - "أوبن نت" على أن الأسواق تواصل توجهاتها نحو تبني المزيد من هذه الحلول. وربما يكونون على صواب. وفي حين قد لا تبدو انعكاسات الأزمة المالية العالمية واضحة المعالم على أسواق الشرق الأوسط، إلا أن العام 2009 سيحمل بكل تأكيد شعار الأنفاق الحذر. وسيتطلع رواد الأعمال والمشاريع إلى تقنين مصاريفهم. ولهذا، فإن من أهم المزايا التي يركز عليها الداعين إلى تبني حلول المصدر المفتوح هي انخفاض تكاليف اقناء وتبني حلول المصدر المفتوح نسبيا لدى مقارنتها بغيرها. وهذا بكل تأكيد تعد ميزة وقيمة يجب أن يعول عليها شركاء قنوات التوزيع في أقناع شركائهم، وأن يستند عليها فريق المبيعات لديهم سواء لجني مزيد من الأرباح أو التحد من التكاليف التي قد تثقل أحيانا كاهل المستخدم النهائي. .

إن القيمة المقترحة لحلو المصدر المفتوح تبدو في غاية الأهمية سيما ومأن اللاعبين في قنوات التوزيع يمكنهم استخدامها للعمل على تطوير حلولهم الخاصة ومن ثم توظيف خبراتهم في هذا المجال لقاء عائدات يمكن تحصيلها من الراغبين في ذلك. كما تجدر الإشارة إلى أنه وفي ظل محدودية انتشار وتبني أنظمة "لينوكس" في أسواق المنطقة - الأمر الذي ينطبق أيضا على توفر الكفاءات التي تحسن استخدام هذه الأنظمة ومنصات التشغيل - فإن القيمة المتاحة من جراء توفير الكفاءات المدربة تعني إمكانية تحقيق المزيد من العائدات لقاء نقل هذه المعارف.

كما أنها تعني أيضا أنه بإمكان شركات دمج الأنظمة العمل على تطوير عائدات مستمرة من عقود الخدمة لهذه الأنظمة، إذ غالبا ما يقتصر خيار تدريب الفريق الخاص المؤهل للتعامل مع حلول وأنظمة "لينوكس" على قطاع الشركات والمشاريع الكبرى. ثم يأتي من بعد ذلك إمكانية تقديم الخدمات المدارة، وهي تمثل خيارا يراود الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات في ظل الضغوط المتوقعة التي تدفع لمحدودية الميزانيات المخصصة.

وعلى نحو مثير للاهتمام، هنالك أيضا من يعتقد بأن برامج المصدر المفتوح تحظى بمكانة معنوية على الأقل في الأسواق، في إشارة إلى الفرص المثالية التي تبدو سانحة لتطوير حقوق ملكية فكرية محلية. ويزعم خبراء بالأسواق أن هنالك غياب واضح لأي ملامح التزام بحقوق الملكية الفكرية في المنطقة، الأمر الذي يمكن أن يتراجع إلى حد كبير ما إذا نجحت شركات دمج الأنظمة في تطوير حلولها الخاصة بالاعتماد على أنظمة تشغيل كنظام "ريد هات" مثلا أو إضافات على حزمة "أوراكل" للأعمال E-Business Suite.

ومع هذا كله، وبالإضافة إلى ما قاله مكنيلي، يبدو أن كما لو أن حلول المصدر المفتوح هي خيار المستقبل لشركات دمج الأنظمة أو شركات تزويد الحلول المستقلة التي تستهدف مجتمع العملاء من قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وفيما يلي أراء نخبة من أبرز الشركات اللاعبة في أسواق الشرق الأوسط لحلول المصدر المفتوح حول هذه الفرص.