الأقل تأثراً

تأثرت البنوك الإسلامية بالأزمة المالية العالمية الراهنة. هذه حقيقة لا مهرب منها، فهي لا تعيش بمعزل عما يجري في العالم، إلا أن تأثرها كان محدودا، مقارنة مع ما حصل مع البنوك التقليدية، خاصة وأن البنوك الإسلامية لم تنزلق في فخ الإستثمارات الخارجية، أو في قطاع العقارات، أو المضاربات، وهو ما أبقى رؤوس أموالها في مأمن من آثار الأزمة. إلا أن تلك البنوك، ونظرا لكونها جزءا من منظومة اقتصادية لا يمكن فصل مكوناتها، فقد تأثرت نسبيا بما حصل في سوق العقارات الخليجي، خاصة وأن أغلب الإستثمارات في هذه المنطقة إنصبت في مجال المقاولات، كما أن انخفاض أسعار النفط، وهو القطاع الأكبر المساهم في اقتصادات دول الخليج، كان له أثره أيضا على المصارف الإسلامية.

يبدو أن الأزمة المالية العالمية الراهنة، وبالرغم مما جرته من آثار سلبية على قطاع الصيرفة الإسلامية، كغيره من القطاعات، إلا أنها أظهرت متانة هذا القطاع خاصة وأنه كان الأقل تأثرا بنتائجها، بعكس البنوك التقليدية.

كل ذلك دفع الكثير من المؤسسات المالية العالمية إلى تطوير خدمات ومنتجات ذات طابع إسلامي، نظرا لما أظهره هذا القطاع من قدرة على مواجهة الأزمة من ناحية، ونظرا لازدياد الراغبين في التعامل مع هذه المنتجات من ناحية ثانية.

مجالات ثلاثة

الخبير بالبنوك الإسلامية لاحم الناصر أكد لأريبيان بزنس تأثر البنوك الإسلامية بتداعيات الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة كغيرها من القطاعات الاقتصادية الأخرى، واعتبر أن تأثر البنوك الإسلامية تمثل في 3 مجالات هي أولاً:

هبوط قيم أصولها المالية نتيجة الهبوط الحاد الذي تعاني منه الأسواق المالية.

وثانياً فان الركود في سوق العقارات أثر على حجم السيولة لدى هذه البنوك. وإذا تحول الركود إلى انهيار في الأسعار فسوف تمنى هذه البنوك بخسائر نتيجة التركيز العقاري في محافظها الائتمانية. وثالثا في هبوط أسعار الطاقة، حيث من المعلوم أن الكثير من البنوك الإسلامية، وخصوصا بنوك الاستثمار وشركات الاستثمار، تستثمر في هذا القطاع.

إلا أن الناصر نفى أن تكون هذه البنوك تعرضت تعرضا مباشرا للأزمة حيث أنها لا تتعامل في أوراق الرهن العقاري المسببة، فالضوابط الشرعية التي تحكم عملها تمنعها من ذلك وبالتالي ليس هناك أي مؤسسة مالية إسلامية بما فيها ذراع التأمين التكافلي الإسلامي لشركة AIG أي مجموعة التأمين الأمريكية، أعلنت خسائر بسبب حيازتها لهذه الأوراق.

وهو ما أرجعه إلى تتمتع البنوك الإسلامية بملاءة مالية عالية إضافة إلى تحقيق الأرباح في وقت يحقق فيه القطاع المصرفي حول العالم الكثير من الخسائر ويقول «صحيح أن هناك انخفاضا في الأرباح ولكنه مقبول في ظل هذه ألازمة».